حكم زراعة الشعر في الشريعة الإسلامية

جراحة زرع الشعر توصف عادة لفوائدها في علاج تساقط الشعر للرجال أو للنساء على حد سواء ولمساعدة أولئك الذين يعانون من فقدان الشعر لاستعادة شعور الثقة بالنفس وبالمظهر.

فى هذا المقال نود أن نوضح حكم الشرع فى زراعة الشعر، فالكثير يتسائل عن هذا، وهل هناك ما يخالف الشريعة الاسلامية إذا قام شخص أصلع بزراعة الشعر من جديد.

ما هى عملية زراعة الشعر؟

قبل أن نجيب على كل هذه التساؤلات، نريد أن نوضح ما هى عملية زراعة الشعر الطبيعي حتى نوضح حكم الشرع بدقه لان الحكم مبنى على التصور.

زراعة الشعر هى عملية جراحية من عمليات اليوم الواحد البسيطة، تتم العملية فى مستشفى أو مركز طبى تحت يد فريق من الاطباء أو طبيب جراح واحد على عدة مراحل:

المرحلة الأولى وفيها يؤخذ شريحة من الشعر والجلد من فروة الرأس بطول حوالى 10 الى 15 سم حسب المنطقة المراد تغطيتها بالشعر الجديد وعرضها 2 الى 5 سم من المنطقة الخلفية للرأس وتسمى تلك المنطقة المنطقة المانحة.

بالطبع يحدث جرح فى المنطقة المانحة, ويقوم الجراح بقفل هذا الجرح بالغرز وخيطها قابل للذوبان فى الجسم لا تحتاج الى فك، مكان هذه الغرز يحدث ندبة تختفى تلك الندبة عندما ينمو الشعر من جديد ويكسوها.

المرحلة الثانية وهى خاصة بتجهيز الطعوم أو تجهيز الشريط الذى حصل الجراح عليه هذا نسميه (طعوم ) فهو بمثابة الطعوم التى ستزرع فى المنطقة الصلعاء وتسمى المنطقة المستفيدة حتى يكسوها الشعر من جديد. يحصل الجراح على هذا الشريط ويقوم بتقطيعه الى اجزاء صغيرة تسمى بصيلات الشعر.

المرحلة الثالثة والأخيرة وفيها يجهز الجراح منطقة الزرع برسم خريطة مبدئية لتدريج زرع الشعر الجديد حيث تزرع بمحاذاة الخط الامامى للجبهة طعوم بها بصيلة واحدة ثم يتم التدرج بعد ذلك. يحدد الجراح نقاط غرز البصيلات ثم يتم عمل ثقوب بفروة الرأس بقطر من 0.5 الى 2 ملليمتر حسب التدريج المطلوب.

يتم غرز الطعوم بهذه الثقوب، ثم يربط ضماد على المنطقة لمدة ثلاثة أيام. وخلال الثلاثة أشهر الاولى يتساقط الشعر المزروع، ولكن تبقى الخلايا الجذعية كما هى مما يوفر فرصة لنمو الشعر من جديد فى مدة أقصاها 6 أشهر. وتأتى العملية بثمارها كاملة فى مدة سنة على الاقل. هذه هى احدى طرق عملية زراعة الشعر.

حكم زراعة شعر لشخص مصاب بالصلع

وبعد الاستطلاع على عملية زراعة الشعر نأتى للسؤال ما حكم زراعة شعر لشخص مصاب بالصلع؟

جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي بجواز إجراء زراعة الشعر لان هذا من باب رد ما خلق الله عز وجل، ومن باب إزالة العيب. وليس من باب التجميل أو الزيادة على ما خلق الله عز وجل. اذن جراحة زرع الشعر ليست من باب تغيير خلق الل, لذلك يجوز اجرائها.

وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي حول زراعة الشعر ما يلى:

يجوز شرعاً إجراء الجراحة التجميلية الضرورية، والأساسية التي يقصد منها:

– إعادة شكل أعضاء الجسم إلى الحالة التي خلق الإنسان عليها؛ لقوله سبحانه: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين:4{

– يجوز الجرحات لا عادة الوظيفة المعهودة لأعضاء الجسم.

– إصلاح العيوب الخَلقية مثل: الشفة المشقوقة (الأرنبية)، واعوجاج الأنف الشديد، والوحمات، والزائد من الأصابع، والأسنان، والتصاق الأصابع إذا أدى وجودها إلى أذى مادي أو معنوي مؤثر.

– إصلاح العيوب الطارئة (المكتسبة) من آثار الحروق، والحوادث، والأمراض وغيرها مثل: زراعة الجلد وترقيعه، وإعادة تشكيل الثدي كلياً فى حالة استئصاله، أو جزئياً إذا كان حجمه من الكبر أو الصغر بحيث يؤدي إلى حالة مرضية، وزراعة الشعر في حالة سقوطه خاصة للمرأة

تساؤلات عن حكم زراعة الشعر بصيغة أخرى عديدة جمعتها لكم حتى نعرف حكم الشرع فيها أيضا…

حكم زرع شعر الرأس، الحاجبين، والرموش للرجل والمرأة

ما هو حكم الشرع فى زراعة الشعر فى كل من الحالات التالية:

  • إذا كان بسبب مرض كالسرطان ،كالثعلبة؟
  • إذا كان بسبب حادث؟
  • إذا كان بسبب حرق وخلافه؟
  • إذا كان بسبب التوتر والانفعال والاكتئاب؟
  • إذا كان بسبب كثرة سقوط الشعر؟
  • إذا كان هناك صلع مبكر قبل سن الثلاثين والسبب عوامل وراثية؟
  • إذا كان بغرض جمالى لفتاة قد تعانى من صلع وراثى؟

أجيبك بأنه جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي بجواز زراعة الشعر ولاحرج ولا إثم فى ذلك ،بغرض علاج تساقط الشعر إذ ان الجراحة من باب العلاج المسموح به، لأنه استنبات الشعر في فى مكانه. فلا حرج على من تساقط شعره في أن يعالجه بزراعة الشعر، وليس هذا من باب تغيير خلق الله عز وجل بل هو من إصلاح العيب ومعالجة المرض .

وأتت هذه الفتاوى استنادا الى ما روي في سنن أبي داوود عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ (أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلَابِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ). في هذا الحديث دليل على جواز العلاج وهو يأخذ حكم الشعر بعد ذلك.

ولا يخفى عليكم ما في قصة الثلاثة من بنى اسرائيل الذين كان أحدهم أقرع، وعندما جاءه ملك يسأله عن أحب الاشياء إليه فأخبره أنه يحب أن يرد الله عز وجل عليه شعره، فمسحه الملك، فرد الله عليه شعره، فأعطي شعرا حسنا، والمقصد أنه عاد كما كان كسابق عهده إذن لا مانع من إصلاح العيب ورد الاشياء الى أصلها وينطبق ذلك على زراعة الشعر من باب العلاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *