عسل النحل لعلاج أمراض الجهاز الهضمى

عسل النحل لعلاج أمراض الجهاز الهضمى

لم يعرف الإنسان حتى الآن غذاء أشهى وأنفع وأخف من عسل النحل, فهو لا يكلف الجهاز الهضمى أدنى مجهود للهضم, حيث سبق أن جهزته النحلة, وحولت السكريات المعقدة إلى سكريات أحادية يصل تأثيرها إلى خلايا جسم الإنسان خلال دقائق معدودة بعد تناولها وما زالت حالات اضطرابات وعسر الهضم إلا بعد أن كثر استخدام السكر الصناعى بدلاً من العسل, وبالإضافة إلى ذلك، فإن فى العسل فوائد كثيرة لكل عضو من أعضاء الجهاز الهضمى كما يتضح من الآتى:

المعدة والأمعاء

العسل غذاء كامن القلوية لما يحتويه من عناصر معدنية, فثبت أنه يلغى الحموضة الزائدة فى المعدة والتى تؤدى غالباً إلى الإصابة بقرحة المعدة أو الاثنى عشر, والغذاء المكون من العسل فقط أو ممزوجاً مع الأطعمة الأساسية يقلل من الحموضة لدى المرضى الذين يشتكون من الحموضة العالية فى المعدة، وعلى ذلك يمكن وصف العسل كعلاج للاضطرابات المختلفة فى المعدة والأمعاء والمصحوبة بزيادة فى الحموضة, كذلك للأشخاص الذين يشكون من قرحة الاثنى عشر والحرقة فى فم المعدة الناتجة عن سوء الهضم.

وفى حالة قرحة المعدة والاثنى عشر يجب أن يؤخذ العسل قبل الأكل بساعة ونصف أو ساعتين ، أو بثلاث ساعات بعد العشاء, وأحسن الأوقات هو قبل الإفطار أو الغذاء بساعة ونصف أو ساعتين، أو بثلاث ساعات بعد العشاء, وأحسن النتائج يمكن الحصول عليها إذا أخذ العسل فى كوب من الماء الدافىء.

كذلك يمكن وصف العسل للمرضى الذين يشكون من نقص الحموضة فى العصارة المعدية, فإذا أخذ العسل قبل الأكل بساعة ونصف أو ساعتين فإنه يعطل العصارة المعدية, أما إذا اخذ قبل الأكل مباشرة فإنه ينشط الإفراز المعدى.

والعسل المذاب فى الماء الدافىء يسهل إسالة المخاط المعدى، ويسبب سرعة الامتصاص بدون التهاب الأمعاء, كما يسبب نقص الحموضة, أما محلول العسل فى الماء البارد فإنه يبطىء إفراغ المعدة ويلهب الأمعاء.

هذا بالإضافة الى أن العسل يساعد كثيراً على الهضم لاحتوائه على الحديد والمنجنيز وهما يساعدان على الهضم والتمثيل الغذائى.

الكبد

يعتقد البعض أن العسل لا يناسب صحتهم لضعف الكبد لديهم, ولكن ثبت عند استعماله فى جامعة (بولونيكا) بايطاليا أن للعسل تأثيراً مقوياً لمرضى الكبد، سواء استعمل بمفرده أو مع الأدوية الأخرى.

ويرجع ذلك التأثير إلى تركيب العسل الكيميائى والبيولوجى, فلقد ثبت أنه بالإضافة إلى كونه طعاماً لخلايا الجسم وأنسجته, فإن الجلوكوز يزيد مخزون الكبد من السكر الحيوانى (الجليكوجين) وينشط عملية التمثيل الغذائى فى الأنسجة, ويقوم الكبد بعمل المرشح، فيكون ترياقاً لسم البكتريا, والجلوكوز يزيد أثر الكبد من هذه الناحية، وبذلك تزيد مقاومة إلجسم للعدوى، وهذا هو السبب فى استعمال الجلوكوز – وهو أهم مكونات العسل – على نطاق واسع للحقن فى الوريد.

ويذكر (ن. يويريش) أن أحد مرضاه أصيب بالتهاب الكبد, ونظراً لما يعانيه من ضعف شديد وقىء متواصل وألم فى مكان الكبد فقد لزم الفراش, والزم بإتباع نظام قاس فى التغذية، وأعطى علاجاً طبياً, ولكن كل هذا لم يجد نفعاً, فصمم على استعمال العسل، وهو علاج شعبى، وبسرعة شعر من إثر تناوله بشفائه من المرارة وتوقف الألم، وظل صحيحاً بعدها, ويذكر الطب الشعبى أن عصير الليمون مع العسل وزيت الزيتون يفيد كثيراً فى حالات أمراض الكبد والحويصلة المرارية.

البنكرياس

كما هو معلوم، يقوم البنكرياس بإفراز إنزيمات خاصة لتحويل السكريات الصناعية إلى نشا حيوانى يمكن للجسم الاستفادة منه عند الحاجة, فإذا زادت كمية ما يتناوله الإنسان من هذه السكريات الصناعية فإن ذلك يتطلب المزيد من إفرازات البنكرياس، مما يؤدى إلى إجهاده، وقد يفشل فى أداء مهمته داخل الجسم, وهذا يؤدى لا محالة إلى مرض البول السكرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *